" جولة سريعة في حياة امرأة عاملة"
• مقدمة
تواجه المرأة العاملة الكثير من المشاكل التي تعرقل حياتها اليومية وهي تكافح من أجل تخطي هذه العقبات وتقدم الكثير من التضحيات يوميًا من أجل الأستمرار في حياتها وعملها، فإنها تتعرض للنقد من المجتمع ومن أسرتها وهذا يؤثر سلبيًا عليها ويسبب لها ضغوطات نفسية وجسدية، وصحيح أن هذه المشاكل تقل مع الوقت في ظل التطور الثقافي والفكري ولكن على الرغم من ذلك لم يتم التخلص منها نهائيًا.
• دعوني أحدثكم عن بعض المشاكل التي تتعرض لها داخل العمل:
- استغلالها كونها أنثي
هناك بعض الوظائف تستغل المرأة لأنها أنثي، وتتعامل معها على أنها سلعة تستغل لجذب العملاء وكسب المال. وهذه إهانة في حقها يجب أن نتصدى لها.
_ الرفض في العمل
- هناك بعض المديرين لا يقبلون توظيف امرأة، ظنًا منهم أنها أقل كفاءة و مسؤولية عن الرجل و نظرة التهميش هذه للمرأة سببت لها تراجع عن أحلامها وطموحاتها وصعب الطريق عليها.
- كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يرفضون توظيف امرأة لديها أطفال بسبب فكرة عدم قدرتها على الموازنة بين العمل والمنزل.
_ العادات والتقاليد
أن أغلب مناطق الصعيد ترفض فكرة عمل المرأة وحصولها على وظيفة فيتم تهميشها واقتصار دورها على المنزل والتربية. كما أن حرمانها من التعليم يسبب لها انخفاض فرص حصولها على عمل يعتمد على الشهادات.
_ التفريق بين الجنسين فى العمل
بعض الأشخاص تفضل توظيف الرجال والشباب عن توظيف المرأة، في تغاضي عن مقاييس المهارات والخبرة والشهادة ويميلون للاختيار بطريقة عنصرية. فأنا شخصيًا تعرضت لذلك، عندما تقدمت لوظيفة فى أحدى الشركات بعد طول انتظار لتحقيق أحلامي وطموحاتي التي خططت لها وانا طالبة بالجامعة، ولكن ليست دائمًا تنتهي الأمور كما نتمنى، فكل شيء اختلف حينما وضعت في مقارنة مع شاب لديه نفس المؤهل الدراسي،وعلى الرغم من خبرتي في العمل إلا أنني رفضت بسبب أني فتاة (والفتيات لايتحملن العمل الشاق) وهذه الاكذوبة، نعم أكذوبة استطاع المجتمع أن يضعها خوفًا من وجود امرأة قوية تستطيع أن تفعل ما يفعله الرجال وأكثر.
• المشاكل الأسرية التي تواجه المرأة العاملة:
لا تقتصر معوقات المرأة العاملة على الأسباب الاجتماعية فقط، فهذه يمكن التغلب عليها مع بعض الإرادة واستغلال الفرص. ولكن الذي يؤذي المرأة أكثر نفسيًا وجسديًا، المعوقات التي ترتبط بأسرتها وزوجها وابنائها مثل:
- عدم تقبل الزوج لعمل الزوجة
بعض الرجال لا يتقبلون فكرة عمل الزوجة لأسباب عديدة منها، التعصب والتمسك بالعادات والتقاليد و بسبب التقصير في واجبات المنزل.
- صعوبات تربية الاطفال
دور الأم في التربية هام جدًا خصوصًا في السنوات الأولى للطفل، وعدم تواجدها في هذه المرحلة يؤثر بشكل كبير على الطفل وعلى شخصيته، خصوصًا إذا لم تجد مكان آمن يبقي فيه أثناء فترة العمل.
- التوازن بين العمل والواجبات المنزلية
من الصعب على بعض النساء التوازن بين الاثنين وذلك يختلف من امرأة لأخرى حسب طبيعة وظروف عملها.
لذلك هذا يسبب لها ضغط ويجعلها تفكر كثيرًا في ترك العمل.
- الحمل و الإنجاب
أن هذه الفترة تكون من أصعب الفترات في حياة المرأة. لأنها تسبب لها تعب صحي وجسدي ونفسي، بالإضافة إلى متاعب العمل فهذا يجعلها في حالة لا تقدر على تحملها،وفي هذه الأثناء تنتظر التقدير.
- الرابط الأسري
قد تتسبب ساعات العمل الطويلة في أنها لا تستطيع مشاركة ابنائها وزوجها تفاصيل يومهم بسبب تعبها بعد إنجاز عملها.
وهذا يضعف الروابط الأسرية.
• المشاكل التي تواجهها المرأة في مكان العمل:
تسعى المرأة العاملة إلى الحصول على وظيفة بمكان مناسب لراحتها، ولكن للأسف ليست كل النساء تستطيع أن تجد مكان مريح ومناسب لها فالبعض منهم يواجه مشاكل ومعوقات بسبب زملاء العمل ومكان العمل مثل:
- التحرش
تواجه النساء مشاكل كالتحرش ومضايقات داخل العمل، سواء من عملاء أو زملاء أو مديرين.وهذا يؤثر سلبيًا على نفسية المرأة ويفقدها تركيزها بالعمل.وقد لا تستطيع أن تعبر عن حقها وحريتها خوفًا من أن تترك عملها أو أنها لا تستطيع أخذ حقها.
- بُعد مكان العمل
قد يكون مكان العمل بعيدًا عن منزلها وهذا يجعلها تستغرق وقتًا ومجهودًا كبيرًا، خصوصًا إذا كانت المواصلات غير مريحة ويجعلها تنفق مالًا أكثر لتوفير وسيلة مواصلات آمنة ومريحة.
- شخصية رئيس العمل
قد يشكل المدير مصدرًا للإزعاج للمرأة، فهناك بعض المديرين الذين يعانون من عقد نفسية تجعلهم يتعاملون مع الموظفين بطريقة غير سوية ومضايقة النساء بطريقة أو بأخرى، وهذا ما جعلني في وقتًا ما أترك العمل واتجه إلى العمل الحر، حتى لا أضطر للتعامل مع مديرين بهذه الشخصية.
• حلول لمشاكل المرأة العاملة:
مع التقدم والانفتاح الثقافي تغيرت عقلية كثير من الناس داخل المجتمع، وتقبلت فكرة تعليم وتوظيف المرأة، وهذا فتح المجال للمرأة لتحقيق أحلامها وطموحاتها.
فيمكن أن تعمل على:
- تنظيم وقتها وإدارته
فهذا يجعلها قادرة على التوازن بين العمل والمنزل.
- وجود مكان آمن لأطفالها
فإن وجود العديد من رياض الأطفال والأنشطة تساعدها على توفير مكان آمن لأطفالها أثناء وقت عملها.
- الخروج عن صمتها
مع انفتاح المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي يجعلها تستطيع التعبير عن رأيها والأخذ به في قضايا التحرش.
• لذلك أود أن أقول لكي عزيزتي:
♡ كوني واثقة من نفسك ومن قدراتك واثبتِ ذاتك داخل عملك، لأن هذا سوف يجعلك رائدة في مجالك و يميزك عن الباقي، فتخلي عن خوفك وكوني قوية مها كانت الظروف.
♡ طوري من ذاتك طوال الوقت، ولا تجعلي شيء يحدك،
فمهما كان عمرك تستطيعي التعليم والعمل، فاستمري في أكتشاف نفسك وتطوير مهاراتك.
♡ لا تنظري للخلف ولا تجعلي شيء يوقفك، فالمستقبل أمامك اصنعي عالمك الخاص وحقيقي آمالك وطموحاتك، ولا تضعي لها حدود.
♡ اسمعي صوت احساسك، قلبك، واصنعي لنفسك وقتًا خاصًا، واتركي ضجيج العالم خلفك، فأنتِ تستحقين القليل من الراحة.
عزيزتي
أعرف أن الأمر محبط في كثير من الأحيان، ولكني أريد أن أقول لكي لا تستسلمي مهما تطرقت بكِ الأمور.
أريدك أن تعرفي، أنكِ قوية، جميلة، ذكية، متميزة، ثمينة، تستحقين الحب والتقدير، فأنتِ دائمًا كافية.
تذكري: لديكِ القدرة على النجاح مهما كانت الظروف، لاتسمعي للأصوات التي تحبطك وتحطم طموحاتك.
فأنتِ رائعة….. من فضلك لا تنسين ذلك أبدًا❤️
☆ شكرًا عزيزتي على قراءة المقال،وأريد أن تشاركيني خبرتك الشخصية، وكيف تغلبتي على تحدياتك؟ ♡





تعليقات
إرسال تعليق